أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن عراقجي سيقود الوفد الإيراني المفاوض (أ ف ب)
محمد خواجوئي
الأربعاء 9 نيسان 2025
طهران | سواء «بشكل مباشر أو غير مباشر»، أصبح شبه محسوم أن المفاوضات الإيرانية - الأميركية ستنطلق، السبت المقبل، في العاصمة العُمانية، مسقط، في ما يُمثّل تطوّراً مهمّاً للغاية، وسط تصاعد التوترات الکلامیة بين مسؤولي البلدين، وتزايد احتمالات المواجهة العسكرية بينهما. وأعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر «إكس»، أمس، أن بلاده والولايات المتحدة «ستجتمعان في عُمان لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى… إنها فرصة بقدْر ما هي اختبار… الكرة في ملعب الولايات المتحدة».
وفي تصریح آخر، أکّد عراقجي الذي يزور الجزائر، أن «التفاوض غير المباشر هو الطريقة التي تقبلها إيران، ولم نحدّد موعداً لتحويل المفاوضات غير المباشرة إلى مفاوضات مباشرة»، موضحاً أنه «لم يتمّ وضع أيّ شروط مسبقة لبدء المفاوضات، وهدفنا الرئيسي هو تحقيق حقوق الشعب الإيراني ورفع العقوبات»، مضيفاً أنه «إذا جاء الجانب الأميركي إلى عُمان بإرادة حقيقية، فإنّنا بالتأكيد سنحقّق نتائج».
ووفقاً لمصدر دبلوماسي مطّلع، تحدّث إلى»الأخبار»، فإن المحادثات ستبدأ، السبت، بشكل غير مباشر، ولكن في حال حصول تقدُّم، «يُرجَّح أن تتحوّل إلى مفاوضات مباشرة». وأضاف المصدر أنه «بالنسبة إلى إيران، من المهمّ أن تكون المفاوضات بنّاءة وجدّیة ومبنيّة على الاحترام المتبادل، وإذا لزم الأمر، سيتفاوض الطرفان وجهاً لوجه». وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أعلن خلال استقباله رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، أول أمس، أن الولايات المتحدة ستبدأ محادثات مباشرة رفيعة المستوى مع إيران في شأن برنامجها النووي، معرباً عن أمله في التوصّل إلى اتفاق مع طهران، فيما أشار إلى أن «اجتماعاً كبيراً للغاية» سيُعقد الأسبوع الحالي، وإنْ التزم بتحذيره من أن الجمهورية الإسلامية ستكون أمام «خطر كبير» في حال فَشَل المحادثات.
وفي الإطار نفسه، أفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن عراقجي سيقود الوفد الإيراني المفاوض، بينما سيتولّى المبعوث الأميركي الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قيادة الوفد الأميركي، على أن يضطلع من الجانب العماني، وزير الخارجية بدر البوسعيدي، بأعمال الوساطة بين الجانبَين. وأوضحت الناطقة باسم الحكومة الإیرانیة، فاطمة مهاجراني، بدورها، أن «ما يهمّنا في هذه العملية هو التركيز على المصالح الوطنية والمتطلّبات المهمّة للشعب الإيراني».
وقالت مهاجراني إن «إيران لطالما آمنت بالحوار، وإذا تحدّث الطرف الآخر بلغة الاحترام، فنحن مستعدّون للحوار»، مشيرةً إلى أن «التفاصيل الإضافية ستتّضح خلال سير المفاوضات، ولا يمكن الحديث عنها قبل ذلك».
وتأتي المفاوضات الإيرانية - الأميركية بعدما أعلنت طهران، في ردّها الرسمي علی رسالة ترامب (26 آذار)، استعدادها للتفاوض غير المباشر مع الجانب الأميركي في شأن ملفّها النووي. وقبلها بأسبوعين، دعا الرئيس الأميركي، في رسالته إلى المرشد الأعلی الإیراني، آية الله علي خامنئي، إلى التوصّل إلى اتفاق مع طهران، مهدّداً في الوقت ذاته بمواجهة الجمهورية الإسلامية «عواقب وخيمة» إذا لم تقبل الاتفاق.
ويتمثّل التحدّي الأهمّ الذي يواجه المفاوضات المرتقبة، في تحديد نطاقها وموضوعها؛ إذ وفي حين تصرّ طهران على أن تقتصر على الملف النووي، تسعى واشنطن إلى أن تتضمّن إعادة النظر في قضايا أخرى، بما في ذلك برنامج إيران الصاروخي، وسياساتها في المنطقة ودعمها لقوی المقاومة فيها، بالإضافة إلى الملف النووي.
وبالنظر إلى تجربة انسحاب ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، يبدي المسؤولون والأوساط الرسمية في إيران تشكيكاً إزاء أيّ اتفاق جديد مع الولايات المتحدة. كما أنّ ثمّة مخاوف من أن أميركا لا ترید اتفاقاً «مربحاً للجانبين»، بل ستسعى إلى فرض مطالبها القصوى. وفي هذا الجانب، كتبت وكالة «مهر» للأنباء أن «الحوار غير المباشر في عُمان شرط أساسي للمفاوضات الحقيقية، ومن المؤكد أن الجانب الأميركي سيُظهر خلال الأيام المقبلة ما إذا كان يسعى إلى بدء مفاوضات حقيقية، أم أنه يسعى فقط إلى فرض مطالبه. إذا كان الأمر كذلك، فإن إيران وقائدها أثبتا أنهما لن يتسامحا مع أيّ ظروف غير مشرّفة ولو للحظة واحدة».